يوسف زروق
بدأت
الثورة السورية المجيدة ثورة شعبية شهد لها العالم بمشروعية مطالبها وحسها الثوري الراقي
، حرج الشباب والشيوخ والرجال والنساء وحتى الاطفال كانوا حاضرين ان لم يكن هم من اشعلوا
هذه الثورة ،بدأت من درعا الابية ليشتعل لهيبها في كل مكان من الساحل الى الحدود الكردية
ومن حلب الشهباء الى دمشق ومن حمص خالد الوليد الى حماة الشهداء ،صدحت حناجرجم حرية
حرية ، ليحولها النظام بوحشيته البشعة وبوجهه القدر الى حمام الدم استخدم كل الوسائل
الفتاكة لقمع ثورة الاطفال قبل الشباب ليتحول شعار الثورة من سلمية سلمية الى هي لله
هي لله لا للسلطة ولا للجاه ، الكل حمل السلاح وهذا ماكان يصبو اليه نظام الاسد حتى
يحول هذه الثورة الى جحيم ، التقطت بعض الانظمة الخبيتة في بلادنا الاسلامية الاشارة
الخطأ لتجيش اعلامها وتفتح باب الجهاد في سورية ،من باب الدفاع عن الشام من المد الشيعي
الطائفي لتتحول الثورة الى صراع طائفي بعدما نجح نظام الاسد باستدراج حزب الله الشيعي
والحرس الثوري الايراني للدفاع عن المحاج والاماكن الشيعية المقدسة ، فانحرفت الثورة
السورية عن مسارها من ثورة شبابية سلمية لها مطلب تغيير النظام بنظام ديمقراطي مدني
يحي أمال السوريين في العبش بحرية ، الى ان سطى عليها هؤلاء المتكالبون ، لتنفلت الامور
من ايدي السوريين اللذين اشعلوا البدايات الاولى للثورة وتصبح بالتالي سورية بؤرة للصراع
الطائفي اللذي سيدمر التاريخ والحاضر والمستقبل ،فلا أحد من هؤلاء سينتصر لا النظام
المجرم بمعية النظام الصفوي ولا الحهاديون والسلفيون الوهابيون وحتى وان انتصر احدهم
فكلاهما ابشع وأخطر على سورية .